الجمعة، 25 نوفمبر 2011

من كتاب : التاريخ السياسى ومستقبل المجتمع المدنى فى ليبيا للكاتب الليبي الأستاذ ابراهيم عمّيش

http://www.libya-watanona.com/adab/iemmesh/ie15079a.htm

"
كذلك نشأ وتأسس فرع حزب التحرير الإسلامي في ليبيا ، عندما عاد إلى البلاد "صالح على الزروق النوال"(الشهيد المرحوم صالح على النوال : اعتقل فيما سميت بالثورة الشعبية فى17 /4/1973م وبقى رهن السجن والاعتقال لمدة عشر سنوات، قدّم خلالها إلى ثلاث محاكمات ، أخرها وللمرة الثالثة أضدرت محكمة استثنائية خاصة فى حقه حكما بالإعدام فآ ابريل سنة 1983م نفذ فيه وأخرين فى الحــال) أحد الأتباع السابقين لجماعة الإخوان المسلمين من مهجره في سوريا سنة 1964م ،يحمل أفكار و أهداف و برامج الحزب الذي التحق به عضواً في دمشق بعد خروجه عن جماعة الإخوان المسلمين ، في أعقاب انفصال الوحدة المصرية السورية سنة 1961م.

وقد تمكّن صالح النوال من تكوين أول خلية تأسيسية لحزب التحرير الإسلامي في (ولاية) ليبيا ، و تولت هذه الخلية مسئوليتها القيادية لإنجاز المرحلة التنظيمية الأولى للتأسيس و التي حددتها اللوائح التنظيمية للحزب.

ولأن عدد عناصر وقيادات الحزب كانت تجهر بمواقفه حيال القضايا السياسية ، المحلية والإقليمية ، و حيال موقف الحزب الثابت من الدعوة باستعادة الخلافة الإسلامية و تُعبر عن وجهة نظر حزب التحرير الإسلامي من حيث الموقف من النظام الملكي و حكومة الملك إدريس ثم من بعد سنة 1969 م الموقف من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملكية و أقام الجمهورية العربية الليبية بقيادة العقيد مُعمر القذافي ؛ فقد أفرزت الساحة الطلابية ؛ و فى صفوف طلبة الجامعات و المدارس الثانوية بعض عناصر و قيادات الحزب ، عُرف منهم إلى جانب صالح على النوال و حسن أحمد الكردي(8) و عبد الله أبو القاسم المسلاتي(9) كل من ؛ محمد مهذب حفاف (10) وشقيقه أحمد مهذب حفاف وعبدالله محمد حموده(11) عبد القادر محمد اليعقوبي(12) وعلى احمد العكرمي ومحمد على يحيي مُعمر(13) وعلى محمد الكاجيجي والعجيلي محمد الأزهري وآخرين .

تبنى حزب التحرير الإسلامي خطاباً متشدداً تجاه الأنظمة العربية و دعى عناصره و مُنتسبيه إلى عدم الانخراط في الحياة السياسية في ظل هذه الأنظمة بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني و الهيئات البرلمانية المنتخبة ، و يعتبر حزب التحرير أن الديمقراطية بمفهوميها (الضيق و الواسع) هي بدعة غربية و من خارج إطار الفكر الإسلامي .

ولأن تعليمات الإمارة المركزية للحزب توصي بإتباع قواعد ترتيب المراحل في عملية الإنشاء و التأسيس للهياكل التنظيمية لفروع الحزب في ولاياته العربية ؛ فإن قيادات فرع الحزب في ( إمارة ) ليبيا لم يكن لديها مشروع لإسقاط نظام الحكم الملكي في البلاد أو إعلان دولة الخلافة فيها ، ذلك كان لسببين :

الأول : أن ليبيا لم تكن وقتها مهيأة " محلياً و إقليمياً " لقيام الدولة الإسلامية وهي بالتالي خارج نطاق الأولويات الإقليمية للحزب في الدعوة إلى التغيير السياسي و الإطاحة بالنظام الملكي القائم فيها .

ثانيا : أن ترتيب مراحل التأسيس لكوادر الحزب في ليبيا لم تكن قد تجاوزت المرحلة الأولى حتى قيام إنقلاب ـ الثورة فى سنة 1969م.

وقد نفت بعض عناصر وقيادات حزب التحرير الإسلامي في أكثر من مناسبة وفي مصر والأردن على لسان المهتمين منهم ؛ أن يكون من بين أفكار (حزب التحرير الإسلامي) استخدام القوة لإسقاط الأنظمة .

إبراهيم عميـش